الجيش و الصينية : مايكل نبيل ... ليه؟
كان مركز تدريب الظباط الاحتياط في فايد سنة ١٩٨٨ مكان عبثي ملهوش ملامح معينة.
لم يكن للظباط المعلمين خطة معينة في تدريب المؤهلات العليا، فكل واحد فيهم قرر إنه ييشوفله حكاية فلسفية و يشتغل عليها، مثلا: "أهم حاجة إن كل واحد فيكم يكون كويس في تخصصه" و "لا يصح إلا الصحيح" ... إلخ ... بس انا بقول الكلام دة علشان كان في معلم كانت قضيته: "ما تسموا عربي يا جماعة " ، و كان بيستحضر آيات القرآن اللي بتتكلم عن أهمية إختيار أسماء عربية للأبناء. الخلاصة إن العسكر مبيحبش اسم "مايكل" و لا اسم "ميشيل" ... أما عن كره اسم "ميخائيل" فهو طائفية بحتة ... فميخائيل ملاك مذكور في القرآن و مع ذالك يترسم على الوشوش علامة القرف لما بيسمعوه، فكان من باب أولى رفع شعار: "ما تسموا إسلامي يا جماعة !!!" (العربي # إسلامي) ... مايكل # ميشيل # ميخائيل و دي ممكن تكون بداية قصيدة مايكل مع العسكر و الله و أعلم .
مايكل نبيل من مواليد ١٩٨٥ أي بعد ٨ سنوات من زيارة السادات للقدس عام ١٩٧٧ و بعد ٦ سنوات من توقيع معاهدة كامب دافيد ١٩٧٩. يعلن في مدونته إلحاده و هويته المصرية الفرعونية فيطلق على نفسه لقب ابن رع و يبوح بآرائه و التي إذا اختلفنا معه فيها دليل على شجاعته و قصور فينا ... فلا أحد يمكنه إنكار أن إسرائيل دولة ديمقراطيا متطورة و أن أمريكا و إسرائيل هما قادة المنطقة و أن الكنيسة المصرية متواطئة مع النظام الحاكم و أن نظام التجنيد الإجباري في مصر ليس إلا سخرة و غيرها من الدلائل . و يبقى موقفه في دعم إسرائيل أكثر التصريحات فجاجة . فكلنا يعلم أن الكيان الصهيوني ظالم في تهجيره لسكان المنطقة و احتلاله لأراضي الغير بالقوة و إنشائه دولة دينية عنصرية حتى إذا أعجبنا نظامها المؤسسي .
و لكن مايكل يعلم و يقول ما لا يقدر العامة البوح به : إسرائيل هي المستقبل و هو مناهض لها كسياسي .
يتوجه بخطابه إلى ولي الأمر . فيحدث الرئيس الأمريكي مرة و الشعب اليهودي مرة أخرى و رئيس أركان القوات المسلحة مرة أخرى و كأن القصور في الشخصية إنه فاكر إن الحكاية لها كبير .
بالنسبة لدور المجلس العسكري في هذه الفترة من تاريخ مصر فمايكل نبيل فرخة بكشك .
يحاكمه و يسجنه و يصعد فكرة إنه ممكن يسجن واحد: ١- قبطي (مغازلة إسلامية) ٢- ملحد (مغازلة دينية) ٣- مناهض لإسرائيل (مغازلة شعبية) ٤- كاره لحكم العسكر (مغازلة للقوات المسلحة)
فبإعتقال مايكل نبيل و احتمال تصفيته جسديا يرمي المجلس العسكري الكرة في ملعب المنشغلين بحقوق الإنسان: هل يجوز الدفاع عن مصري ملحد مناهض لإسرائيل؟ نعم ... فكلنا يعلم أن القوات المسلحة تورطت في حرب تحرير الكويت و قتل الآلاف من العراقيين و في موقعة حفر الباطن الآلاف من المصريين و في تدريبات النجم الساطع و إنشغالها بمسائل مدنية مثل إنتاج الخبز و الزراعة و غيره كحراسه صنية ميدان التحرير و السفارة الإسرائلية . و كإلعادة تبقى هذه الأخيرة مربط الفرس. فيصدر المجلس العسكري تهمة العمالة لإسرائيل بمحاكمة مايكل لينفي التهمة عن نفسه بعد أن تعالت الأصوات المطالبة بمراجعة بنود إتفاقية السلام و إعلان العداء لإسرائيل.